التسامح اسمنت المجتمعات الحديثة
المجتمعات المتحضرة والراقية تبنى بقيم عالية وباهداف سامية تتسع للجميع بدون اقصاء ولا تمييز ، كل فرد فيها يؤدي واجبه وتحفظ حقوقه بدون تمييز ولا محاباة ، فالمجتمعات النظيفة يربى أفرادها على التسامح وعدم الكراهية والعفوعند المقدرة وعدم هضم حقوق الآخرين ونزاهة العدالة.
فالتسامح والعفو عند المقدرة من أخلاق العظماء.فالحضارات والمجتمعات لا تزول إلا بزوال القيم ولا تدوم إلا بها. فبناء الفرد أولى من بناء ناطحات السحاب ، فالثقة والتسامح وحب الخير للغيروالتعاون على المعروف هو اسمنت المجتمعات المتحضرة ، به يشد الأفراد بعضهم بعضا وبه ينتشر الخيربين أفراد البشرية ويعم الأرض قاطبة.
التسامح خلق النبوة
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.
لما جيء بأسرى بني طيئ إلى المدينة المنورة وأدخلوا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، دخلت مع الأسرى سفانة بنت حاتم الطائي وكانت امرأة ذات حسن وجمال.
فاندهش الحاضرون من جمالها وحسنها ،فلما تكلمت تعجبوا من عذوبة منطقها !
فقالت :
يامحمد ..هلك الوالد ،وغاب الوافد ، فأن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي الأعداء من قبائل العرب ،فأني ابنةُ سيد قومه، وأن أبي كان يُحب مكارم الأخلاق،وكان يُطعم الجائع ،ويفكُ العاني ويكسو العاري ، وما أتاهُ طالب حاجة إلا ورّدهُ بها معززاً مكرّماً ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
من والدك و من وافدك ؟
قالت: والدي حاتم بن عبدالله الطائي ، ووافدي أخي عدي بن حاتم
وكان عدي قد فرّ الى الشام بعد هزيمة قبائل بني طي أمام المسلمين في السنة التاسعة من الهجرة ، ثم تنصّر هناك وإلتجأ إلى ملك الروم ، فقال صلى الله عليه وسلم:
فأنت ابنة حاتم الطائي ؟
قالت:بلى..
فقال صلى الله عليه وسلم :
يا سفانة ..هذه الصفات التي ذكرتيها إنما هي صفات المؤمنين ، ثم قال لأصحابه : أطلقوها كرامة لأبيها لأنه كان يحب مكارم الأخلاق!!
فقالت:
أنا ومن معي من قومي من السبايا والأسرى ؟
فقال صلى الله عليه وسلم:
أطلقوا من معها كرامة لها ولأبيها ، ثم قال صلى الله عليه وسلم :
أرحموا ثلاثاً ، وحق لهم أن يُرحموا :
عزيزاً ذلّ من بعد عزّهِ، وغنياً افتقر من بعد غناه ، وعالماً ضاع ما بين جُهّال.
فلما رأت سفانة هذا الخلق الكريم الذي لايصدر إلا من قلبٍ كبير ينبض بالرحمة والمسؤولية والتسامح ، دخلت هي وقومها الى الإسلام مطمئنة البال ورجعت لهم الثقة بهذا الموقف النبوي الشريف .فأصبحوا بين عشية وضحاها مسلمين ومنخرطين في هذا المجتمع الجديد وبناة فيه.
فالإنسان بطبعه عندما يجد عزته وتعطى له كرامته ، ولا تصادر حقوقه ولا تنتهك حريته ، فإنه يصبح انسانا صالحا نافعا في مجتمعه ، تفكيره لا يخرج عن دائرة الخيرولا يدع نوازع الشرتتسلط على عقله.يصبح بالفعل معوال بناء لا معوال هدم في مجتمعه.
يامحمد ..هلك الوالد ،وغاب الوافد ، فأن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي الأعداء من قبائل العرب ،فأني ابنةُ سيد قومه، وأن أبي كان يُحب مكارم الأخلاق،وكان يُطعم الجائع ،ويفكُ العاني ويكسو العاري ، وما أتاهُ طالب حاجة إلا ورّدهُ بها معززاً مكرّماً ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
من والدك و من وافدك ؟
قالت: والدي حاتم بن عبدالله الطائي ، ووافدي أخي عدي بن حاتم
وكان عدي قد فرّ الى الشام بعد هزيمة قبائل بني طي أمام المسلمين في السنة التاسعة من الهجرة ، ثم تنصّر هناك وإلتجأ إلى ملك الروم ، فقال صلى الله عليه وسلم:
فأنت ابنة حاتم الطائي ؟
قالت:بلى..
فقال صلى الله عليه وسلم :
يا سفانة ..هذه الصفات التي ذكرتيها إنما هي صفات المؤمنين ، ثم قال لأصحابه : أطلقوها كرامة لأبيها لأنه كان يحب مكارم الأخلاق!!
فقالت:
أنا ومن معي من قومي من السبايا والأسرى ؟
فقال صلى الله عليه وسلم:
أطلقوا من معها كرامة لها ولأبيها ، ثم قال صلى الله عليه وسلم :
أرحموا ثلاثاً ، وحق لهم أن يُرحموا :
عزيزاً ذلّ من بعد عزّهِ، وغنياً افتقر من بعد غناه ، وعالماً ضاع ما بين جُهّال.
فلما رأت سفانة هذا الخلق الكريم الذي لايصدر إلا من قلبٍ كبير ينبض بالرحمة والمسؤولية والتسامح ، دخلت هي وقومها الى الإسلام مطمئنة البال ورجعت لهم الثقة بهذا الموقف النبوي الشريف .فأصبحوا بين عشية وضحاها مسلمين ومنخرطين في هذا المجتمع الجديد وبناة فيه.
فالإنسان بطبعه عندما يجد عزته وتعطى له كرامته ، ولا تصادر حقوقه ولا تنتهك حريته ، فإنه يصبح انسانا صالحا نافعا في مجتمعه ، تفكيره لا يخرج عن دائرة الخيرولا يدع نوازع الشرتتسلط على عقله.يصبح بالفعل معوال بناء لا معوال هدم في مجتمعه.
فالتسامح أسلوب حضاري ، لابد أن تتبناه قيادات الدول والمجتمعات الحديثة وخاصة التي تديرعرقيات كثيرة ومتنوعة ، فالتسامح وعدم التمييز العنصري وحب الغير هو السبيل الوحيد لجمع كل هذه العرقيات في بوتقة واحدة وتحت هدف واحد هو نشر الخير على هذه الأرض.
اللهم صل على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
