مفهوم الوطنية
"إن وطننا ليس ثكنة يقف فيها الفرد كما يقف الجندي أمام الضابط ، ولكنه في الوقت نفسه ليس قاعة ميسر يقامر فيها من يريد بأمن البلاد واستقلالها "
كلمات من ذهب كتبها مالك بن نبي رحمه الله أعقاب النكسة التي مني بها العرب بعد حرب حزيران 67 ، كلمات قالها ردا على وسائل اعلام النظام التى أكثرت انذاك من التهويل والتخويف والتحذير ، وردا على الشارع الذي كثرفيه اللغط والتهريج والشعارات الهياجة المبنية على دغدغة العوطف .
كلمات من ذهب كتبها مالك بن نبي رحمه الله أعقاب النكسة التي مني بها العرب بعد حرب حزيران 67 ، كلمات قالها ردا على وسائل اعلام النظام التى أكثرت انذاك من التهويل والتخويف والتحذير ، وردا على الشارع الذي كثرفيه اللغط والتهريج والشعارات الهياجة المبنية على دغدغة العوطف .
وما أشبه البارحة باليوم ، فإننا نعيش في وضع عصيب فرضته الظروف علينا بسبب أخطاء ارتكبها بعض المسؤولين الحمقى ، ومن واجبنا ان نذكرأنفسنا وأن نذكر كل مواطن بواجباته قبل حقوقه ، وأن نذكره كذلك بأن هذا الوطن ليس قاعة ميسر يراهن فيها من يريد باستقراره وأمنه ، وأن نذكر كذلك المسؤولين على هذا البلد أن هذا الوطن ليس ثكنة يدار بأوامر فوقية بدون الإصغاء لمطالب الشارع أو عدم الإهتمام لإنشغالاته.
دور النخبة
لكن ليس كل ما يطرح في الشارع قابل للتطبيق ، فالشارع فيه الغث والسمين ، فيه الجيد والردئ ، فالحل يوجد لدى النخبة الخيرة من أبناء هذا الوطن من معارضين ومثقفين ومسؤولين لكن تنقصهم فقط الجرأة للأخذ بزمام المبادرة خوفا من الشارع واتهاماته.
الشارع قام بالخطوة الأولى وراهنت عليه أجنحة السلطة عندما أقحمته في صراعها على انهاء الأزمة لكن ليس بالشئ السهل أن يعاد إلى الديار بعدما ارتفع سقف مطالبه.
الحل يكمن في شجاعة النخبة في اتخاذها مواقف واضحة وتبنيها حلولا عقلانية بعيدا عن الشعبوية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى في صدق نية السلطة الحالية في التغييروحزمها في تطبيق الحلول المجمع عليها ، ولكل حل تضحية والموازنة بين المصالح لأهل الإختصاص ، وإلا طال عمر الأزمة وتعفنت الأمورواتجهت نحو مالايحمد عقباه.
